النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا (أن الله ما خلق داء إلَّا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله)، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داءً إلَّا خلق له دواء) وقال: (تداووا ولا تتداووا بمُحرَّمٍ).

ومن هنا فإني أُحِبُّ أن أقول لك: إن السِّحر له علاج، وعلاجه يكمن في الرقية الشرعية، وممَّا لا شك فيه أن لديكم رُقاة، تستطيع أختك أن تذهب إليهم بحضور مَحْرَمٍ من محارمها، وأن تتم القراءة عليها أكثر من مرة، حتى يتمَّ شفاؤها وتخليصها من هذا السحر بإذن اللهِ تعالى.
وأُحِبُّ أن أقول لك -إضافة للرقية الشرعية-: أوصي أختك -وكلَّ أحدٍ- بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً، وكذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، كذلك المحافظة على تكرار قراءة آية الكرسي، والمعوذتين وسورة الإخلاص.
كذلك تحرص أن تنام على وضوء، وأن تقرأ أذكار النوم، وأن تظلَّ تذكر الله تبارك وتعالى حتى تغيب عن الوعي.
هذه عوامل -بإذن الله تعالى- مفيدة ونافعة، إن استطاعتْ أن تقرأ آية الكرسي كل وقتٍ فحسن، وعليها بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف الله عنها هذا البلاء، وأن يرزقها ذُرية صالحة.
وكذلك أيضًا أنصح بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي موجودة على النت، هناك رقية طويلة لمدة تسع ساعات ونصف تقريبًا، اجعلوها تعمل في البيت بصوتٍ مرتفعٍ، وبإذن الله تعالى ستكون سببًا في دفع البلاء الواقع، بل لعلها تمنع -إن شاء الله تعالى- أي بلاء في المستقبل بفضل الله ورحمته.
يمكن أن تستمعوا إليها مرتين في اليوم، ما دامتْ أختك في البيت، أو يستمعوا إليها وهم موجودون في البيت، حتى وإن لم يكونوا مركّزين عليها.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنها كل سوء، وأن يعافيها من كل بلاء، وأُبشِّرُك بأن علاجها سهل ميسورٌ -بإذن الله تعالى- في الرقية الشرعية، إن استطاع أحد منكم أن يقوم برقيتها فحسن، وإلا فلتذهبوا إلى أحد الرقاة الثقات، وإن شاء الله تعالى سوف تجدون خيرًا كثيرًا، وأسأل الله أن يتمَّ شفاءها عاجلاً غير آجلٍ، إنه جوادٌ كريم.
أولًا: ينظر فيما فعله الساحر، إذا عرف أنه مثلا: جعل شيئًا من الشعر في مكان، أو جعله في أمشاط، أو في غير ذلك، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر.
ثانيًا: أن يلزم الساحر إذا عرف أن يزيل ما فعل، فيقال له: إما أن تزيل ما فعلت أو تضرب عنقك، ثم إذا أزال ذلك الشيء يقتله ولي الأمر؛ لأن الساحر يقتل على الصحيح بدون استتابة، كما فعل ذلك عمر رضي الله تعالى عنه، وقد روي عن الرسول ﷺ أنه قال: حد الساحر ضربه بالسيف ولما علمت حفصة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أن جارية لها تتعاطى السحر قتلتها.
ثالثًا: القراءة، فإن لها أثرًا عظيمًا في إزالة السحر: وهو أن يقرأ يونس، وفي سورة طه، ومعها سورة الكافرون، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، ويدعو له بالشفاء والعافية، ولا سيما بالدعاء الثابت عن النبي ﷺ وهو: اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ومن ذلك ما رقى به جبرائيل النبي ﷺ وهو: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ويكرر هذه الرقية ثلاثا، ويكرر قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و (المعوذتين) ثلاثا.
ومن ذلك أن يقرأ ما ذكرناه في ماء ويشرب منه المسحور، ويغتسل بباقيه مرة أو أكثر حسب الحاجة، فإنه يزول بإذن الله تعالى، وقد ذكر هذا العلماء رحمهم الله، كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب: (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) في باب (ما جاء في النشرة) وذكره غيره.
رابعًا: أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويدقها ويجعلها في ماء ويقرأ فيه ما تقدم من الآيات والسور السابقة والدعوات فيشرب منه ويغتسل، كما أن ذلك ينفع في علاج الرجل إذا حبس عن زوجته فتوضع السبع الورقات من السدر الأخضر في ماء فيقرأ فيه ما سبق ثم يشرب منه ويغتسل، فإنه نافع بإذن الله جل وعلا.
والآيات التي تقرأ في الماء وورق السدر الأخضر بالنسبة للمسحورين، ومن حبس عن زوجته ولم يجامعها هي كما يلي:
1 -قراءة الفاتحة.
2 – قراءة آية الكرسي من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
3-قراءة آيات الأعراف، وهي قوله تعالى: قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف: 106 – 122].
4 – قراءة آيات في سورة يونس، وهي قوله تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس: 79 – 82].
5 – قراءة آيات في سورة طه، وهي قوله عز وجل: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه: 65 – 69].
6- قراءة سورة الكافرون.
7 – قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين: وهما سورة الفلق والناس (ثلاث مرات).
8 – قراءة بعض الأدعية الشرعية مثل: اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما (ثلاث مرات) فهذا طيب، وإذا قرأ مع ذلك: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك (ثلاث مرات) فهذا طيب.
وإن قرأ ما سبق على المسحور مباشرة ونفث على رأسه أو على صدره فهذا من أسباب الشفاء بإذن الله أيضا كما تقدم